وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً (١٨) وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ لِيَتَساءَلُوا بَيْنَهُمْ
____________________________________
السنين ، فلو لم يكن يقلبهم الله سبحانه ، لما سلمت جنوبهم وظهورهم الملصقة بالأرض (وَكَلْبُهُمْ) فإن راعيا تبعهم ومعه كلبه ، ولما ذهب القوم إلى الكهف ، بقي الكلب ببابه يحرسهم (باسِطٌ ذِراعَيْهِ) هو أن يلقيهما على الأرض مبسوطتين كافتراش السبع يديه (بِالْوَصِيدِ) أي بفناء الكهف ، في منظر الحارس ، فإن الحيوانات تخاف الكلب ، فلا تتقدم إليهم بسوء ، وكان لهم من الهيبة ، بحيث ، (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ) أيها السامع (لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً) أي لأعرضت عنهم موليا فارا (وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً) أي امتلأ قلبك من رعبهم ، والخوف الذي يدخل قلبك من منظرهم ، فإن الإنسان ، إذا رأى جماعة نائمين في كهف خارج المدينة ، حيث لا أحد ولا صوت ، وكلب في باب الكهف ، دخلت قلبه الهواجس ، وأخذ بالفرار لئلا يصيبه أذى من جانبهم ، فيحتمل أنهم لصوص ، فيقومون ليؤذوه أو أموات فيراه أحد عندهم ، ويخبر السلطة ، فيسأل عن شأنهم ويبتلى بهم أو سحرة اجتمعوا هنا بهذه الكيفية ، فيسحروه ، أو غير ذلك؟
[٢٠] إنهم ناموا ما شاء الله أن يناموا ثلاثمائة سنين ، أو أكثر ـ بقدرة الله تعالى وإرادته ـ ثم شاءت إرادته أن يوقظهم من رقدتهم الطويلة ، وقد مات الملك «دقيانوس» وتبدلت الأقوام والبلاد (وَكَذلِكَ) أي كما فعلنا لهم تلك الخوارق (بَعَثْناهُمْ) أي أيقظناهم (لِيَتَساءَلُوا بَيْنَهُمْ) ليسأل بعضهم بعضا ، والمراد وصولهم إلى نتيجة التساؤل ، وهو