اللهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً (١٦) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ
____________________________________
اللهُ) بمعنى تركتم معبوداتهم التي يعبدونها إلا الله الذي تعبدونه أنتم ، كما يعبده أولئك (فَأْوُوا) أي صيروا (إِلَى الْكَهْفِ) وهي مغارة الجبل «أفسوس» قرب «دمشق الشام» (يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ) أي يبسط لكم ربكم بعض رحمته التي يرحمكم بها ، وينجيكم من قومكم بسببها (وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً) الرفق هو اليسر واللطف ، أي يسهل عليكم ما تخافون من الملك وظلمه ، بأن يهيئ لكم يسرا ولطفا ورفقا.
[١٨] وقد ذهب الجميع إلى الكهف ، وكان معهم راعي مع كلبه ، وقد تعبوا من المشي ، فناموا لكي يستريحوا ، وكان باب الغار نحو القطب الشمالي ، حتى أن الشمس لا تؤذيهم بحرّها ، وإن دخلت عليهم أشعتها (وَتَرَى الشَّمْسَ) أي لو كنت هناك لرأيت الشمس (إِذا طَلَعَتْ) من المشرق (تَزاوَرُ) أي تميل (عَنْ) باب (كَهْفِهِمْ) المتجه نحو الشمال (ذاتَ الْيَمِينِ) أي إلى جهة يمين الكهف ـ لمن أراد الخروج منه ـ فإن الإنسان إذا وقف على باب الكهف متجها نحو الشمال يكون يمينه طرف المشرق ، وشماله طرف المغرب ـ عكس الواقف تجاه القبلة ـ (وَإِذا غَرَبَتْ) أي أرادت الغروب (تَقْرِضُهُمْ) من القرض بمعنى القطع ، يقال قرضت الموضع إذا قطعته وجاوزته ، أي تجاوز الشمس كهفهم (ذاتَ الشِّمالِ) أي جهة الشمال فهي تدور