فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً (١٤) هؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْ لا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً (١٥) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلاَّ
____________________________________
ذلك ، لأن القائم يستعد للحركة ، وكذلك من قوي عزمه واستقام (فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فهو إلهنا ، وخالقنا ، لا الأصنام التي يعبدها الملك «دقيانوس» وأهل المملكة (لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً) أي لن نعترف بإله غيره ، ولا نعبد إلها سواه (لَقَدْ قُلْنا إِذاً) إذا دعونا غير إله السماء والأرض (شَطَطاً) أي كذبا وباطلا.
[١٦] ثم تذاكروا فيما بينهم أحوال أهل المملكة وأنهم كيف ضلوا السبيل بدون حجة قائلين (هؤُلاءِ قَوْمُنَا) جماعتنا من أهل المملكة (اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ) أي من دون الله (آلِهَةً) من الأصنام يعبدونها (لَوْ لا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ) أي على فعل أنفسهم ، أو على تلك الآلهة ، وقد أجريت مجرى العقلاء ، تماشيا مع منطق القوم ، و «لو لا» بمعنى «هلّا» للزجر ، ـ أي إن كانوا صادقين ، فلما ذا لا يأتون لصحة هؤلاء الآلهة (بِسُلْطانٍ) أي دليل (بَيِّنٍ) واضح ، فما الدليل على كون هذه الأصنام آلهة؟ وإذ لا دليل لهم (فَمَنْ أَظْلَمُ) أكثر ظلما وتعديا (مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) نسب إليه ما ليس منه ، فإن غالب عبّاد الأصنام ينسبون تعدد الآلهة إليه سبحانه.
[١٧] ثم قال بعض أصحاب الكهف لبعض (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ) أي اعتزلتم القوم ، وتجنبتم فعلتهم ، وعبادتهم للأصنام (وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا