نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً (١٣) وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ إِذْ قامُوا
____________________________________
نفس أصحاب الكهف ، كما أشار إليه سبحانه في آية أخرى ، (وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ لِيَتَساءَلُوا بَيْنَهُمْ) كان المقصود أن يعلموا هم بأنفسهم مدة لبثهم ، وهذا أقرب إلى النظر ، فقد كان هناك بعث لهم عن النوم وكان اطلاع الناس عليهم ، فكان بعثهم من النوم ، ليكون علمهم بقدرة الله سبحانه عيانا ، واطلاع الناس عليهم ليعلم الناس ذلك ، فمآل الآية «بعثناهم ليعلموا مدة نومهم» فإن كون بعضهم أحصى من بعض ، فرع العلم ، ولذا جعل كناية عنه وهذا كما يقول المعلم : أعطيناكم ـ أيها التلاميذ ـ هذا الكتاب لنعرف أيكم أكثر ذكاء ، فإن المعلم يعلم ذلك ، وإنما يريد أن يظهره لأنفسهم.
[١٤] وبعد الإشارة الإجمالية إلى القصة يأتي البيان بشيء من التفصيل (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ) يا رسول الله ، وكان التصدير بلفظ «نحن» لإفادة صدق القصة ومطابقتها للواقع في المزايا والخصوصيات ، فإن القصص كثيرا ما يزاد فيها وينقص (نَبَأَهُمْ) أي خبرهم (بِالْحَقِ) بالصدق والصحة ، بلا خلاف الواقع (إِنَّهُمْ) أي إن أصحاب الكهف (فِتْيَةٌ) شبان (آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً) أي بصيرة في الدين ، فإن الهداية والضلالة ، إذا ابتدأ بها الإنسان زادت تدريجا ، لما يجمع الذهن لها من الشواهد والمقومات.
[١٥] (وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ) أي شددنا عليها كأن القلب إذا لم يربط عليه يكون مضطربا متفككا ، كالأشياء الرخوة ، فإذا شد عليه برباط الإيمان ، صار صلدا قويا (إِذْ قامُوا) أي استقاموا ، فهو كناية عن