لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً (١٠) فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً (١١) ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً (١٢)
____________________________________
لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً) أي اجعل لنا في أمرنا ما نصيب الرشد.
[١٢] ولما التجأوا إلى الكهف أخذهم النوم فناموا (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ) أي أنمناهم ، فإن الضرب على الأذن كناية عن ذلك ، لأن الإنسان إذا نام لا يسمع شيئا ، فكأنه ضرب على أذنه بحائل يمنع عن السماع ، أما نوم العين ، فليس مناطا ، إذ كثيرا ما تنام العين ولا تنام الأذن لوعي القلب (فِي الْكَهْفِ) أي حال كونهم في الكهف (سِنِينَ عَدَداً) سنين تعد عدا ، إذ كانت ذات عدد ، وهذا لإفادة الكثرة ؛ إذ القلة لا تحتاج إلى العدّ.
[١٣] (ثُمَ) بعد النوم الطويل (بَعَثْناهُمْ) من رقدتهم ، وأيقضناهم من نومهم (لِنَعْلَمَ) أي ليظهر معلومنا في الخارج ، فإن العلم ذو إضافة بين الصفة وبين المعلوم ، فإذا لم تكن صفة ، لم يكن علم ، وإذا لم يكن معلوم خارجي لم يكن علمه بالمعلوم الخارجي (أَيُّ الْحِزْبَيْنِ) أيّ الفئتين ، فئة المؤمنين ، وفئة الكافرين ـ كما ذكر بعض ـ.
(أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً) أي أحسن إحصاء لمدة لبث أولئك في الكهف ، «ما» في «لما لبثوا» مصدرية زمانية أي لمدة لبثهم ، ثم أنه لو كان المراد بالحزبين ، المؤمنين ، والكافرين ، تبين أن هناك كان نزاع وخصام في مدة لبثهم بين الطائفتين ، ولماذا كان ذلك؟ ومن كان الطرفان؟ ذلك غير معلوم لنا ، وإن كان المراد بالحزبين الفئتين من