فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً (١٢) وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً (١٣) اقْرَأْ كِتابَكَ
____________________________________
البشر في دنياه وآخرته (فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً) فأصول العقيدة والاجتماع وغيرهما كلها مفصلة في الكتاب ، أو المراد أن جميع الأمور الكونية ، قد روعيت فيها الدقة والتفصيل ـ أى التمييز فليس هناك شيء خلق صدفة أو جزافا ، أو بلا رعاية جهاتها وخصوصياتها ، ويشهد لذلك هذا النظام الواضح في الدورة الفلكية المولّدة لليل والنهار بكل دقّة وإتقان.
[١٤] وإذا كان للكون إله مدبّر ، وإذ كان كل ما في الكون تحت نظام ودقة ، فإن الإنسان لا يخرج عن هذا النظام والدقة ، إن كل عمل يعمله ، إنما هو تحت حساب إله قدير عالم ، وإذا قام الجزاء انكشف له وللناس كل ما عمله من خير أو شر ، صلاح أو فساد (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ) اى عمله ، وسمي طائرا ، لأنه يسنح كالطائر الذي يطير عن يمين الإنسان أو شماله ، ومعنى الإلزام أنه معه لا يفارقه ، فلا يتمكن الإنسان الخلاص من تبعة عمله ، إلا إذا أعدم العمل بالتوبة (فِي عُنُقِهِ) فإن العنق موضع القلادة التي تزين ، أو الجامعة التي تشين (وَنُخْرِجُ لَهُ) أي للإنسان (يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً) مكتوب فيه جميع أعماله ، وفي الأحاديث ، أنه مكتوب فيه حتى النفخ في النار (يَلْقاهُ) يلقى كتابه (مَنْشُوراً) مفتوحا ، ليطلع عليه هو وغيره.
[١٥] ويقال له عندئذ (اقْرَأْ كِتابَكَ) الذي أمليته وكتبه الحافظان ، وقد روي عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : يذكر العبد جميع أعماله ، وما كتب عليه حتى كأنه فعله تلك الساعة ، فلذلك قالوا يا ويلتنا ، ما لهذا الكتاب