وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (٩) وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٠) وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً (١١)
____________________________________
وأحسنها وأشد استقامة من جميعها ، فإن الطرق السابقة ، وإن كانت مستقيمة ، لكنها مستقيمة في ظروف خاصة ، أما القرآن ، فإنه يرشد إلى الطريقة المستقيمة أبدا ، ولذا فهو لا ينسخ (وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ) أي إنهم مع إيمانهم يعملون الأعمال الصالحة ب (أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) في الآخرة ، وثوابا عظيما.
[١١] (وَ) يبين هذا القرآن إلى جنب ذلك (أَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) بأن فسدت عقيدتهم ، وذكر هذا للتلازم بينه وبين عدم الإيمان بالإله أو بالرسالة (أَعْتَدْنا) أي هيأنا (لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) مؤلما موجعا في الآخرة.
[١٢] إن القرآن يبشر المؤمن العامل بالصالحات ، الثواب ، وغير المؤمن بالعقاب ، فهل الإنسان يترك ما يضره ، ويفعل ما ينفعه؟ كلا ، إن الإنسان يطلب ما هو شر له في الدنيا ، فكيف يعمل الصالح ، لدفع ما هو شر في الآخرة؟ (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ) أي يطلب ما هو شر له ، فالربا والزنا والقمار والخمر وسائر الأشياء التي يعود شرها إلى الإنسان ، نراه يطلبه للذة عاجلة من غير نظر إلى عواقب الأمور ، ولو كانت قريبة في الدنيا (دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ) أي كما يطلب ما هو خير له من الطيبات والمباحات (وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً) يتعجل باللذائذ ، وإن كان