وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً (٧) عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً (٨) إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ
____________________________________
والأسر (وُجُوهَكُمْ) فيظهر آثار المساءة على وجوهكم ، فإن الإنسان إذا مليء قلبه بالإساءة والإذلال ، ظهر أثارها على وجهه ، فهو كناية عن شدة المساءة (وَلِيَدْخُلُوا) أولئك الأعداء (الْمَسْجِدَ) الأقصى ، أقدس محلاتكم بالإذلال والاستخفاف (كَما دَخَلُوهُ) الأعداء (أَوَّلَ مَرَّةٍ) عند الانتقام الأول (وَلِيُتَبِّرُوا) أي الأعداء من تبّر بمعنى أهلك ودمّر (ما عَلَوْا) أي كل شيء تمكنوا من التسلط عليه ، وغلبوا عليه من بلادكم وأموالكم ونسائكم وغيرها (تَتْبِيراً) أي تدميرا كاملا شاملا ، بحيث لا يخلو منه مكان ، ولا فرد منكم.
[٩] (عَسى) أي لعل (رَبُّكُمْ) يا بني إسرائيل (أَنْ يَرْحَمَكُمْ) بعد ذلك ، إن أطعتم ، بعد هذا الانتقام الثاني ، وتصفية الحساب (وَإِنْ عُدْتُمْ) إلى الفساد والإفساد (عُدْنا) إلى الانتقام والعقاب ، وهل انقلعوا!؟ كلا إنهم لا يجدون فرصة إلا ويفسدون (وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً) أي محل حصر وحبس ، فاليهود الذين أفسدوا لم يكن الانتقام منهم في الدنيا فقط ، بل من ورائهم جهنم فهم فيها في ذلّ وسجن ، لا خلاص لهم عنها.
[١٠] وبمناسبة ذكر كتاب موسى يأتي الحديث عن كتاب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي) البشر للطريقة التي (هِيَ أَقْوَمُ) الطرق