فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (٩٨) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٩٩) إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (١٠٠)
____________________________________
[٩٩] وإذ تقدم الكلام حول الهدى والضلال ، والرسول والمرسل إليه يتكلم السياق حول الكتاب الذي نزل على الرسول ليبين شيئا من آدابه ، وعن أقوال المشركين حوله ، وقد مرّ أن هذه السورة تعالج جوانب العقيدة والمبدأ والمعاد (فَإِذا قَرَأْتَ) يا رسول الله أو أيها القارئ (الْقُرْآنَ) ، والمراد إذا أردت قراءة القرآن ، وقد تقدم أن كلا من الفعل والإرادة يستعمل في معنى الآخر (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) أي الجأ إليه (مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) أي المطرود ، الذي يرمى إليه باللعن ، كما يرجم الزاني بالحجارة ، وإنما استحبت الاستعاذة ، ليسلم الإنسان في التلاوة من الغلط ، الذي يلقيه الشيطان في فم التالي.
[١٠٠] (إِنَّهُ) يعني الشيطان (لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ) أي تسلط وقدرة (عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا) بالله (وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) في أمورهم ، فإن الشيطان يطرد من عند المؤمن ، وفي الأحاديث ، إن الملائكة تطرده ، فمن استعاذ بالله حفظه سبحانه من شره.
[١٠١] (إِنَّما سُلْطانُهُ) أي تسلط الشيطان (عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ) أي يطيعونه ، ويقبلون أوامره ، فإنه مسلط عليهم ، موجه لهم سبل الغي والضلال (وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ) أي بسبب الشيطان (مُشْرِكُونَ) فالمنحرف في العقيدة بالشرك ، والمنحرف بالعمل بإتيان المعاصي ، يتسلط