وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (٩١) وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً
____________________________________
أكدتم لها بذكر الله ، فإن الإنسان ، قد يحلف بدون ذكر اسم الله ، كأن يقول «أحلف أن أفعل كذا» وقد يؤكدها بقوله «أحلف بالله أن أفعل كذا» وهذا يحرم نقضه (وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ) في عهودكم وأيمانكم (كَفِيلاً) إذ تسمية الله معناها أنه سبحانه كفيل بإنجاز هذا الوعد والإتيان بمتعلق القسم ، فلا تخالفوا بعد ذلك ف (إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ) من نقض العهد واليمين ، فيجازيكم على فعلكم السيئ.
[٩٣] إن الوفاء بالعهد من أكثر الأمور تأكيدا لدى الإسلام ، سواء كان العهد مع الله أو مع رسوله ، أو مع الأئمة ، أو مع سائر الناس ، ولذا لا يترك هذا الحكم سبحانه إلا ويؤكده بضرب المثل ، ليكون أوقع في النفس ، ويتعاون العقل والعاطفة في إنفاذه (وَلا تَكُونُوا) أيها الناس في نقض الأيمان والعهود كالمرأة التي (نَقَضَتْ غَزْلَها) وفلّته (مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ) بأن غزلت ثم نقضت بعد تكرار وفشل وشدة ، قالوا : فقد كانت امرأة تسمى ريطة من تميم ، وكانت حمقاء ، فإذا أصبحت أخذت هي وجيرانها تغزل إلى انتصاف النهار ، ثم هي تنقض غزلها وتأمرهن أن ينقضن ما غزلن ولا يزال هذا دأبها ، فإن الرجل الذي ينقض العهد واليمين ، يكون كتلك المرأة ، في أنه بعد إبرام العهد ، ينقضه (أَنْكاثاً) جمع «نكث» وهو الغزل من الصوف والشعر ببرم ثم ينكث وينقض ليغزل ثانية ، ولقد كان بعض المعاهدين مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ينقضون عهدهم معهم ، بحجة أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه قلة ضعيفة ، وأن