وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها
____________________________________
وإلى من لم يهد إليك إحسان ، وهكذا (وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) أي إعطاء الأقرباء حقوقهم ، وهذا عام بالنسبة إلى كل أحد ، وخاص بالنسبة إلى أقرباء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهم أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فإنه سبحانه أمر بمودتهم وصلتهم وقد قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم «إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما ، لن تضلوا من بعدي أبدا» (١) (وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ) أي الخلة الفاحشة ، وهي ما كان متفاحش القبح مجاوزة كالزنا ونحوه (وَالْمُنْكَرِ) وهو كل معصية ، وإن لم تكن فاحشة ، كترك جواب المسلم ، وإنما ذكر الفحشاء مع دخوله في المنكر ، لأهميته (وَالْبَغْيِ) أي الظلم وذكره لأهميته أيضا (يَعِظُكُمْ) الله أيها البشر ، فإن أوامره ونواهيه لخيركم وصلاحكم (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) أي لكي تتفكروا ، فتذكروا ما أودع في فطرتكم من حسن تلك الأشياء ، وقبح هذه الأشياء.
[٩٢] (وَأَوْفُوا) أيها الناس (بِعَهْدِ اللهِ) فإن المعاهدة مع أيّ شخص كان ، عهد لله حيث أمر الله بوفائه (إِذا عاهَدْتُمْ) أو المراد إذا قال الإنسان عليه عهد لله أن يفعل كذا ، لزم عليه أن يفعل (وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ) جمع يمين وهي الحلف ، أي لا تتركوا متعلقها (بَعْدَ تَوْكِيدِها) بعد ما
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٣ ص ١٥٠.