وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (٨٩) إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ
____________________________________
فيكم فاحذروه (وَ) اذكر يا رسول الله (يَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) يشهد (عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) فإن الصالحين من كل أمة ، يشهدون على الطالحين بالكفر والشرك والفسق والعصيان (وَجِئْنا بِكَ) يا رسول الله (شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ) القوم المعاصرون لك ، (وَ) هناك لا حجة لقومك ، فقد (نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ) أي القرآن (تِبْياناً) بيانا (لِكُلِّ شَيْءٍ) فلا مجال لهم ، لأن يقولوا ما عرفنا ، وما علمنا ، والمراد ب «كل شيء» الأمور العامة التي يحتاج إليها الإنسان في أمر دينه ودنياه ، فقد اشتمل القرآن الحكيم على الخطوط العامة للمبدأ والمعاد والنظام العام للدنيا السعيدة (وَهُدىً) أي هداية عن الضلال (وَرَحْمَةً) أي سبب تفضل وترحم فإن من اتبع القرآن رحمهالله سبحانه ، وتفضل عليه (وَبُشْرى) بشارة لسعادة الدنيا والآخرة (لِلْمُسْلِمِينَ) الذين آمنوا بك وأسلموا لله سبحانه ولأوامره.
[٩١] ثم يأتي السياق ، لبيان بعض ما في الكتب من الهدى والرحمة والبشرى (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) بأن يعدل الناس في سلوكهم ، فلا يجوروا ولا يظلموا ، من غير فرق بين أفراد الإنسان فإن كل إنسان لا بد له من عمل لنفسه ولغيره ، وهو إما عادل في عمله ، أو منحرف (وَالْإِحْسانِ) وهو فوق العدل ، فإهدائك إلى من أهدى إليك عدل ،