فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٦٨) وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلكِنْ ذِكْرى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٦٩)
____________________________________
وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) (١) ، (فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى) أي بعد التذكر ، لكون مجالستهم محرمة منهي عنها (مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) الذين يخوضون في الآيات.
[٧٠] (وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ) أي هل على المؤمنين المتقين (مِنْ حِسابِهِمْ) أي حساب الكفار الخائضين في آيات الله (مِنْ شَيْءٍ)؟ فإنهم ليسوا بمسؤولين عن خوضهم في الآيات (وَلكِنْ) قيامهم عن المجالس إذا خاضوا (ذِكْرى) أي تذكير للخائضين بأنهم يعملون عملا سيّئا ، وإنما قال «ذكرى» لأن الخائض يعلم سوء فعله في قرارة نفسه ، لكنه يغفل غالبا حين الخوض ، فأمر المسلم أن يقوم من مجلسه ليتذكر (لَعَلَّهُمْ) أي لكي ينتهي الخائضون و (يَتَّقُونَ) ويتورعون عن الخوض.
روي عن الإمام الباقر عليهالسلام أنه قال : لما نزلت (فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) قال المسلمون : كيف نصنع إن كان كلما استهزأ المشركون بالقرآن قمنا وتركناهم فلا ندخل المسجد الحرام ولا نطوف بالبيت الحرام؟ فأنزل الله سبحانه : (وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) أمرهم بتذكيرهم وتبصيرهم ما استطاعوا (٢).
__________________
(١) الزخرف : ٨٢.
(٢) مستدرك الوسائل : ج ١٢ ص ٣١٢.