لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٦٧) وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ
____________________________________
[٦٨] ثم بيّن سبحانه أن ما أخبر به الرسول من وعيد المكذبين بشر الدنيا والآخرة لا بد وأن يظهر ، وهناك يعلم المكذبون أنهم خسروا ، وأن تكذيبهم عاد بالوبال عليهم (لِكُلِّ نَبَإٍ) أي لكل خبر (مُسْتَقَرٌّ) أي محل استقرار يظهر هناك صدقه ، فما كان في الدنيا يظهر أثره في الدنيا وما كان في الآخرة يظهر أثره في الآخرة (وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) أيها المكذبون عاقبة أمركم.
[٦٩] إن أول حركة لا بد وأن يختلط المؤمنون بها والمناوئون لها ، ولا بد وأن يكون ضعاف النفوس من المؤمنين يكتسبون من المعاندين بعض الأفكار المعادية ، ولا أقل من أن يجبنوا عن الاستمرار والتظاهر ، ولذا فمن اللازم أن يجنّب القادة أتباعهم عن الاختلاط خصوصا حالة التهجم من المعاندين (وَإِذا رَأَيْتَ) يا رسول الله (الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا) خوض المناقشة والاستهزاء ، والخطاب وإن كان موجها إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا أنه عام لجميع المسلمين (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) أي فاتركهم ولا تجالسهم (حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) أي غير ما خاضوا فيه أولا ، بأن يتكلموا في سائر المواضيع فلا بأس حينئذ من مجالستهم والتكلم معهم (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ) بأن نسي المسلم وجلس مع الخائضين في آيات الله ، والجملة شرطية ، أي : وإن أنساك ، و «ما» زائدة ، ومن المعلوم أن الشرط لا ينافي العصمة ، فإن الجملة الشرطية تأتي حتّى مع استحالة طرفيها نحو : إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ