وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا لَهُمْ شَرابٌ
____________________________________
[٧١] (وَذَرِ) أي اترك يا رسول الله (الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً) المراد من «دينهم» : الذي يتدينون به من عبادة الأصنام ، والمسيحية واليهودية وما أشبه ، والمراد باتخاذه لعبا ولهوا : أنهم كالأطفال الذين يتخذون آلة للعب واللهو فلا علاقة لهم بها إلا علاقة التلاعب ، لا أنه دين وصل إلى أعماق قلوبهم وأخذ يوجه حياتهم ، وأما دينهم الذي يجب أن يتدينوا به ـ أي الإسلام ـ ونسبته إليهم لأجل وجوب اتخاذه دينا ، واتخاذه لعبا ولهوا استهزاؤهم به كأنه لعب ولهو (وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا) زاعمين أنه ليس ورائها شيء ، وشغلتهم الدنيا عن الدين (وَذَكِّرْ) يا رسول الله هؤلاء الكفار (بِهِ) أي بالدين (أَنْ تُبْسَلَ) من «بسل» بمعنى استسلم ، أي لكي لا تسلم (نَفْسٌ) للهلكة (بِما كَسَبَتْ) أي بسبب عملها ، فإنك إن ذكّرت لعلها تعود إلى الرشد وتنقذ من الهلكة حيث (لَيْسَ لَها) أي للنفس (مِنْ دُونِ اللهِ) أي غير الله (وَلِيٌ) ناصر ينصرها (وَلا شَفِيعٌ) يشفع لها ، فإن الشفاعة بيد الله وحده (وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ) أي تفدي بكل ما يمكن جعله فدية ، لتنقذ نفسها من العذاب (لا يُؤْخَذْ مِنْها) إذ ليس الميزان هناك إلا العمل وحده (أُولئِكَ) الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا هم (الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا) أي أهلكوا «ب» سبب «ما كسبوا» من الأعمال والعقائد الباطلة (لَهُمْ شَرابٌ