أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (٦٥) وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (٦٦)
____________________________________
أَنْ يَبْعَثَ) أي يرسل (عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ) كالصواعق (أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) كالخسف (أَوْ يَلْبِسَكُمْ) من «لبس عليه الأمر» إذا خلط بعضه ببعض أي يخلطكم (شِيَعاً) جمع «شيعة» أي فرقا ، مختلفي الأهواء لا تكونون أمة واحدة ، بل أحزابا وأهواء (وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) فهم في عداء مستمر وحروب دائمة ، وإنما ينسب ذلك إليه سبحانه ، لأنه يكلهم إلى أمرهم بعد أن أعرضوا عن طريقه ، وتركوا منهاجه (انْظُرْ) يا رسول الله. والمراد بالنظر التأمل والتفكر (كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ) نردّد الدلائل على التوحيد ونكررها مرة بعد مرة (لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) أي يفهموا الحق ، ويذعنوا للخالق ويتجنبوا الكفر والباطل.
[٦٧] (وَكَذَّبَ بِهِ) أي بما نصرّف من الآيات (قَوْمُكَ) يا رسول الله ، والمراد بهم إما قريش ، وإما العرب ، وإما الناس المبعوث إليهم بصورة عامة ، والمراد بالتكذيب : تكذيب أغلبهم لا جميعهم ، لوضوح إيمان بعض من كلّ من الطوائف الثلاث به صلىاللهعليهوآلهوسلم حين نزول الآية (وَهُوَ الْحَقُ) أي ما نصرفه من الآيات حق لا مرية فيه (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الكفار : (لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) أي موكل إليّ أمركم حتى يضرني تكذيبكم ، بل أنا مبلّغ ، وقد بلغت ما أمرت بتبليغه.