قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٦٣) قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٦٤) قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى
____________________________________
واسع لكي يتمّ حسابه.
[٦٤] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الكفّار ، دلالة على قدرته سبحانه الكاملة : (مَنْ يُنَجِّيكُمْ) ويخلصكم (مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) أي من شدائدهما وأهوالهما ، فإنّهم يقولون لليوم الشّديد : «يوم مظلم» تشبيها ، فكما أنّ الإنسان لا يهتدي طريقه في الليل والظلمة ، كذلك لا يهتدي طريقه في الشّدائد (تَدْعُونَهُ) أي تدعون الله تعالى إذا وقعتم في الشّدّة والظلمة (تَضَرُّعاً) ضراعة واستكانة بلسانكم (وَخُفْيَةً) وسرا في نفوسكم ، فتتوافق الظواهر والبواطن في الضراعة والمسألة لكي ينجيهم الله سبحانه ، قائلين : (لَئِنْ أَنْجانا) ربنا (مِنْ هذِهِ) الشّدّة والكارثة (لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) الذين يشكرون نعمائه عليهم معترفين به وبفضله وإحسانه.
[٦٥] (قُلِ) يا رسول الله لهؤلاء : (اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها) أي من هذه الشدّة (وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ) أي يخلّصكم من كلّ غمّ وهمّ (ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ) به غيره ، وترجعون إلى شرككم وعصيانكم ، كما قال سبحانه : (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ) (١).
[٦٦] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الكفار : الله (هُوَ الْقادِرُ عَلى
__________________
(١) العنكبوت : ٦٦.