وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ (٦١) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ (٦٢)
____________________________________
فوقه رتبة ، وليس المراد الفوقية الحقيقية ، فإنه منزه عن المكان (وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً) جمع حافظ ، وهم الملائكة الذين يبعثهم الله تعالى لحفظ الإنسان عن العطب ، وحفظ أعماله في دفاتر سجلات ليجزي كلّا حسب ما عمل (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) وصار وقت أن يموت تركه الحافظ له وأسلمه إلى حتفه (تَوَفَّتْهُ) أي قبضت روحه كاملة (رُسُلُنا) أي الملائكة المرسلة لأجل هذه الغاية (وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) بأن يقدموا أخذ الروح أو يؤخروها ، أو يشددوا في النزع أو يخفّفوا ، بل يفعلون ما يؤمرون ، وإنما أتي بلفظ «رسلنا» جمعا ، لأن لملك الموت أعوانا ، كما ثبت من السنة ، ولعل في قوله : (الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ) (١) ، دلالة عليه.
[٦٣] (ثُمَ) بعد ما أخذت الملائكة أرواحهم (رُدُّوا) أي رجعت أرواحهم (إِلَى اللهِ) أي في المكان المهيأ لهم من قبله سبحانه (مَوْلاهُمُ الْحَقِ) أي سيدهم بالحقيقة ، لا مثل سيادة الأصنام عليهم (أَلا) فلينتبه الناس أن الله (لَهُ) وحده (الْحُكْمُ) في جميع الأمور الكونية ، حتى قبض أرواحهم ومحاسبتهم هناك (وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ) وحسابه سريع لا يحتاج إلى ما يحتاج إليه حساب المحاسبين من الوقت ونحوه ، فليس هناك بطء في الحساب حتّى يكون للمحاسب مجال
__________________
(١) النساء : ٩٨.