وَما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (٥٦) قُلْ إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ ما عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ (٥٧) قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ
____________________________________
(وَما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) لو عبدت الأصنام.
[٥٨] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الكفار : (إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ) أي أمر واضح بيّن لا غموض فيه (مِنْ رَبِّي) أي أن تلك البينّة أتتني من جانب الله سبحانه ، لا مثلكم أتبع هوى النفس (وَكَذَّبْتُمْ بِهِ) أي بما أنا عليه من الدليل والبيّنة ، وقد كان الكفّار يطلبون من الرسول ـ استهزاء ـ أن ينزل عليهم العذاب الذي يعدهم ، كما قال سبحانه : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ) (١) ، فرد عليهم بقوله : (ما عِنْدِي) أي ليس باختياري وأمري (ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ) أي الذي تطلبون سرعته (إِنِ الْحُكْمُ) أي ليس الحكم في باب العذاب (إِلَّا لِلَّهِ) فهو وحده (يَقُصُّ الْحَقَ) أي يبيّنه (وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ) الذي يفصّل الأمور ، فإذا اقتضت المصلحة أتاكم بالعذاب ويفصل الأمر وتنتهي المشكلة ، ومن المعلوم أن إنزال العذاب له مقاييس خاصة ، وأوقات محددة ، فليس كل من طلب العذاب يجاب فورا وإن كان من أكثر الناس إجراما.
[٥٩] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الكفار الذين يطلبون سرعة العذاب (لَوْ أَنَّ عِنْدِي) أي بأمري وإرادتي (ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ) من إنزال العذاب
__________________
(١) الحج : ٤٨.