لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (٥٣) وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ
____________________________________
الأشراف والفقراء (لِيَقُولُوا) أولئك الأشراف : (أَهؤُلاءِ) أي هل هؤلاء الفقراء (مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا) حتى عمّهم النبي بلطفه ، وجعلهم ندماءه وموضع سره؟ نعم ، ليس الإسلام ينظر للناس كما ينظر أهل الدنيا (أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) أنهم شاكرون ، والشاكر أفضل من غيره عند الإسلام ، وإن كان غيره في نظر الناس شريفا ، فإن الميزان عند الإسلام التقوى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) (١).
[٥٥] والإسلام لا يسد الأبواب على العاصي ، وإنما يفتح له باب التوبة.
وقد ورد أن جماعة جاءوا إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : إنا أصبنا ذنوبا عظاما ، فلم يرد عليهم شيئا فانصرفوا ، فنزل قوله تعالى (وَإِذا جاءَكَ) يا رسول الله (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا) أي بدلائلنا وبراهيننا (فَقُلْ) لهم : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ) أي أنتم في سلام لا في عذاب وعقاب ، يقبل عذركم ويغفر ذنبكم (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) أي أنه فرض على نفسه ـ حسب حكمته ـ أن يرحم العباد ويشملهم بلطفه وإحسانه (أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ) والمراد بالجهالة هنا ليس الجهل مقابل العلم ، بل عدم المبالاة ، وإنما سمي بذلك لأن العالم التارك
__________________
(١) الحجرات : ١٤.