هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ (٥٠) وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٥١) وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ
____________________________________
والأعمى الذي لا يبصر (هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ)؟ كلّا ، إن كل أحد يعلم بأنهما ليسا متساويين. ولعل تقديم الأعمى لأن الخطاب كان مع الكفار الذين هم بمنزلة الأعمى (أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ) في الأمر وأن مقام الرسالة لا يرتبط بما ذكرتم من الأشياء.
[٥٢] (وَأَنْذِرْ) يا رسول الله (بِهِ) أي بالقرآن ، فإنه قد تقدّم ذكره بلفظ «ما يوحى إليّ» (الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ) والخوف هنا ليس بمعنى الاحتمال ، كقولك : «أخاف أن يهدم البناء» ، بل بمعنى الخوف القطعي ، فهو كقولك : «أخاف من الجلاد» وهو يريد القتل. والمراد ب «الذين يخافون» المعترفون بالبعث ، وإنما قد أنذر هؤلاء مع أن الإنذار عام ، لأن هؤلاء هم المنتفعون بالإنذار ، أما من أعرض فلا ينتفع به (لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ) أي من دون الله تعالى (وَلِيٌ) يلي أمورهم هناك (وَلا شَفِيعٌ) وليس المراد أن الله يشفع إذ لا معنى لشفاعته ، بل المراد أن الشفاعة بيده ، فلا يشفع أحد إلّا بإذنه ، كما قال سبحانه : (لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) (١) ، (لَعَلَّهُمْ) أي هؤلاء الذين أنذرتهم (يَتَّقُونَ) معاصي الله ، ويأتمرون بأوامره.
[٥٣] إن من يخاف الحساب ، أنذره يا رسول الله ولا تطرده من عندك وإن طلب الأشراف ذلك (وَلا تَطْرُدِ) من مجلسك (الَّذِينَ يَدْعُونَ
__________________
(١) الأنبياء : ٢٩.