وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٣٧) وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ
____________________________________
علي عليهالسلام : «يا أشباه الرجال ولا رجال» (١) ، فإن «ولا رجال» لتأكيد الجملة الأولى.
[٣٨] (وَقالُوا) أي قال الكفار : (لَوْ لا) أي هلّا (نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ) أي معجزة خارقة (مِنْ رَبِّهِ) فإنهم بعد ما عجزوا عن مقابلة القرآن قالوا للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنزل علينا مثل عصا موسى وناقة صالح وأشباههما حتى نؤمن بك ، فردهم سبحانه بقوله : (قُلْ) يا رسول الله : (إِنَّ اللهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً) كما تقترحون (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) قدرة الله ، بل إنه ليس في إنزالها مصلحة ، فإنهم معاندون والمعاند لا تفيده ألف آية ، كما لم تفد مع فرعون عصا موسى عليهالسلام ومع قوم صالح عليهالسلام الناقة ، ولو لم يكن هؤلاء معاندون لكفاهم الكتاب الحكيم. ثمّ إن إتيان آية موسى عليهالسلام أو ما أشبهها أبعد لقبولهم ، إذ القرآن الذي هو على لسانهم ينسبونه إلى السحر ، فكيف بالعصا التي ليست من مهنتهم؟!
[٣٩] وحيث أن جو هذه السورة حول التوحيد وشؤونه والآيات الكونية وردع الكفّار بمختلف أصنافهم عن عقائدهم الباطلة ، بيّن سبحانه بعض مخلوقاته الدالة على وجوده وصفاته الكمالية بقوله : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ) من «دبّ يدبّ» إذا تحرك ، ثم عمّ كل حيوان ولو لم يتحرك ،
__________________
(١) نهج البلاغة : خطبة ٢٧ ص ٩٢.