إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (٣٦)
____________________________________
كنور الشّمس ، فإنّ السفسطائيين ينكرونه ، ولم يكن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في معرض الجهل حتّى يكون الكلام ردعا له ، وإنما صيغ الكلام لداعي تأنيب الكفّار حتّى أن قصد هدايتهم يكون من أعمال الجاهلين.
وهنا سؤال : كيف تقولون في الآيات النازلة بالنسبة إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بمثل هذه المحامل ، ولا تقولون في ما أشبهها من الآيات في غيره صلىاللهعليهوآلهوسلم بمثل ذلك؟
والجواب : القرينة الخارجية ـ وهي أن النبي معصوم ـ أوجبت ذلك ، كما أن القرينة الخارجية أوجبت حمل «الاستفهام» من الله تعالى على معنى آخر ، بينما الاستفهام من غيره سبحانه يحمل على معناه الحقيقي.
[٣٧] إن الذين يستجيبون لك يا رسول الله هم الأحياء الذين لم يمت الضمير في جوفهم ، والذين يكفرون فهم الأموات ، فكما أن الميت لا يسمع ولا ينتفع كذلك هؤلاء (إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ) أي يقبل الإيمان من كان حيا يسمع (وَالْمَوْتى) لا سماع لهم حتّى (يَبْعَثُهُمُ اللهُ) في الآخرة فيسمعون ، إنهم لا علاج لهم ، يقول الشاعر :
لقد أسمعت لو ناديت حيا |
|
ولكن لا حياة لمن تنادي |
(ثُمَ) بعد البعث والحساب (إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) أي يرجعون إلى حكمه وقضائه ، وهذا لتأكيد أن الكفار أموات ، كقول الإمام