وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ (٣٣) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللهِ
____________________________________
وروي عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام معنى آخر للآية حاصله : «إنهم لا يكذبونك بحجة ولا يتمكنون من إبطال ما جئت به من برهان» (١).
(وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ) وهم الكفار الذين ظلموا أنفسهم بالكفر ، وغيرهم بالمنع عن الإسلام (بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ) أي ينكرون آيات الله ، كما قال سبحانه (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) (٢).
[٣٥] ثم ذكر سبحانه تسلية للنبي أنه ليس بأول رسول يكذّب ، بقوله : (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ) ليس تنكير «الرسل» لأنه ليس هناك رسول يكذّب ، حتّى ينافي قوله : (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) (٣) ، المفيد لتكذيب كل رسول ، وإنما الكلام حيث جرى مجرى التسلية كان يكفي ذلك الإلماع إلى أن هذا الجنس أيضا في معرض التكذيب والازدراء (فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا) أي على تكذيب الناس لهم (وَأُوذُوا) إما عطف على «كذبوا» أو على «كذبت» (حَتَّى أَتاهُمْ) أي جاءهم (نَصْرُنا) إياهم على المكذبين ، فاصبر أنت يا رسول الله حتّى يأتيك النّصر (وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللهِ) أي لا أحد يقدر على تغيير ما أخبر الله به من نصر الرسل ، وإهلاك
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٩ ص ٨٦.
(٢) النمل : ١٥.
(٣) يس : ٣١.