قالُوا يا حَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (٣١) وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ
____________________________________
العذاب الشديد لأن عذاب الآخرة أشد من عذاب القبر ، احتمالان.
(قالُوا) أي قال هؤلاء الكفار عند معاينة الأهوال والعذاب : (يا حَسْرَتَنا) الحسرة شدة الندم يعني : أيتها الحسرة احضري فهذا وقتك (عَلى ما فَرَّطْنا فِيها) أي على ما تركنا وضيّعنا في الدنيا من أعمارنا ولم نقدم عملا صالحا ننتفع به في هذا اليوم (وَهُمْ) أي هؤلاء الكفار (يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ) «الوزر» الثقل ، وحيث إن للذنوب ثقلا تسمى أوزارا (عَلى ظُهُورِهِمْ) هذا من باب التشبيه ، فكما أن من يحمل ثقلا على ظهره يكون في تعب وحرج ، كذلك من يحمل ذنبا ، ومنه : «عليه دين» (أَلا) للتنبيه (ساءَ) أي بئس (ما يَزِرُونَ) أي ما يحملون من وزر ، بمعنى : إثم وحمل خطأ.
[٣٣] (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا) أي ليست الحياة القريبة التي اغتر بها الكفار فعملوا لها وتركوا آخرتهم (إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ) «اللهو» هو ما يلهي الإنسان عن الجدّ إلى الهزل ، فإن الدنيا ليست إلّا ألعابا وملهيات وإنما كانت كذلك لأنه لا حقيقة لأعمالها فهي فانية زائلة ، وإذا بالإنسان يرى نفسه ولم يحصّل شيئا. وغير خاف أن ذلك بالنسبة إلى الأعمال التي لا تعقب ثمرة صالحة ، وإلّا فالدنيا مزرعة الآخرة. ونعم متجر العقلاء (وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ) «اللّام» للتأكيد ، أي أن الدار الثانية التي هي الجنة ونعيمها (خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) معاصي الله ، وقد جرد «خير» عن معنى التفضيل ، أو بملاحظة أن في الدنيا أيضا خيرا في الجملة ، ثم إنها خير