وَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (١٣) ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (١٤)
____________________________________
يكون بعد إتمام الحجة ، أما مجرد الظلم بدون إتمام الحجة ، فإنه لا يوجب هلاكا ـ عند الله سبحانه ـ قال : (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (١) ، (وَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا) أي أن هلاكهم بعد العلم بأنهم لا يؤمنون أبدا ، فهم ظالمون قد تمت عليهم الحجة ، ولا يؤمنون بعد ذلك (كَذلِكَ) أي كما جازينا أولئك القرون لمّا ظلموا (نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) من جميع الأمم.
[١٥] (ثُمَّ جَعَلْناكُمْ) يا أمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو أيها البشر المتأخرون عن أولئك (خَلائِفَ) جمع «خليفة» نحو : طرائق جمع طريقة (فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ) من بعد أولئك القرون ، فإنكم خلفتموهم في الأرض ، وصرتم خلفا لهم (لِنَنْظُرَ) أي نرى ، والمراد : الرؤية العلمية ، أو الرؤية حقيقة ، فإنه سبحانه ناظر لأعمال العباد (كَيْفَ تَعْمَلُونَ) هل تعملون الصالحات أو السيئات ، كأولئك القرون؟ وإنما نريد النظر للاختيار والجزاء.
[١٦] ثم بيّن سبحانه بعض أعمال هؤلاء المشابهة لأعمال أولئك القرون الظالمة. فقد ذكر بعض المفسرون أن جماعة من المشركين قالوا للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ائت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللات والعزى ومناة وهبل ، وليس فيه عيبها ، أو بدّله وتكلم به من تلقاء نفسك (٢).
__________________
(١) الإسراء : ١٦.
(٢) مجمع البيان : ج ٥ ص ١٦٦.