فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١١) وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً
____________________________________
عَجُولاً) (١) ، فحيث اقتضت المشيئة الإلهية بقاء الإنسان مدة في الدنيا (فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا) من الكافرين الذين لا يعتقدون بالمعاد (فِي طُغْيانِهِمْ) عن الحق وترفّعهم عن الإيمان (يَعْمَهُونَ) «العمه» هو العمى ، وشدة الحيرة ، فلا نقضي أجلهم بل نمهلهم إمهالا. وهذا الإبقاء إنما هو ليزيد عذابهم حيث طغوا وأعرضوا عن الإيمان بعد ما رأوا الآيات الدالّة عليه.
[١٣] إن الإنسان الذي لم يتأدب بآداب الله سبحانه كثير التناقض ، فبينما تراه يستعجل الشر ، تراه لا يطيق أقل مس من الشر ، حتى أنه إذا أصابه ذلك جعل يدعو الله في كل حالاته لكشفه عنه (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ) مجرد مسّ وعبور عليه (الضُّرُّ) مشقة من مشقات الدنيا في نفس أو أهل أو مال أو نحوها (دَعانا) لكشفه وإزالته ، في حال كونه نائما (لِجَنْبِهِ) مضطجعا (أَوْ قاعِداً) في حال قعوده (أَوْ قائِماً) في حال قيامه ، والظاهر أن «أو» هنا بمعنى «الواو» ، فإنها تأتي بمعناها ، قال ابن مالك :
خير ، أبح ، قسم ، بأو ، وأبهم |
|
واشكك ، وإضراب بها أيضا نمي |
وربما عاقبت الواو إذا |
|
لم يلف ذو النطق للبث منفذا |
__________________
(١) الإسراء : ١٢.