وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٠) وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ
____________________________________
بـ «السلام» السلامة من الآفات والمكاره ، فإن الجنة هي دار السلام التي لا مكروه فيها أبدا. ومن ذلك سلام الإنسان لبعض حيا أو ميتا ، فإن سلامة الحي من المكاره هنا ، وسلامة الميت من المكاره هناك ، وهو دعاء ، أو تفأّل ، أو رجاء ، بمعنى : «اللهم سلّمه» ، أو : «أتفأّل لك السلامة» ، أو : «أرجوها لك». (وَآخِرُ دَعْواهُمْ) أي آخر كلامهم الذي يتكلمون به (أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) فهم بين تسبيح وتسليم وتحميد.
[١٢] إن حكمة الله سبحانه اقتضت بقاء الإنسان في الدنيا حتى يبلغ الأجل المضروب له سواء كان صالحا أو طالحا ، فالخيّر والشرير اللذين سبق الكلام حولهما لا بد وأن يتمّا مدتهما المقرّرة لهما ، وإن كان بعض الناس يستعجلون الشرّ بدعائهم ، أو بأعمالهم (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ) من الموت والمرض والفقر مما يستحقّون بأعمالهم أو بدعائهم ، فإن بعض الناس إذا غضب دعا على نفسه وعلى بعض ذويه بالهلاك والأمراض ونحوهما (اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ) أي كما يعجّل سبحانه لهم إعطاء الخير الذي يستحقونه بأعمالهم ، أو بدعائهم (لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ) أي لفرغ من إهلاكهم ، ولم يكن على وجه الأرض إنسان ، والمعنى : لفرغ من أجلهم ومدّتهم المضروبة للحياة ، وإذا انتهت مدّتهم هلكوا ، كما قال سبحانه : (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ