إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٩) دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ
____________________________________
[١٠] هذا هو الكفر ، وهذا مصيره ، فلننظر إلى الإيمان ومصيره (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) بالله ورسله واليوم الآخر وصدقوا بما جاءت به الأنبياء (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي الأعمال الصالحة ، فإن المحرمات لا تصلح لبناء فرد أو مجتمع أو دنيا أو آخره ، بخلاف الواجبات والمندوبات والمباحات فإنها تصلح لذلك (يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ) بسبب إيمانهم إلى الجنة في الآخرة ، وإلى كل خير في الدنيا ، فإن الإيمان مفتاح كل سعادة (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ) أي تحت أبنيتهم وأشجارهم ، أو من تحت أنفسهم ، باعتبار أن ماء النهر أسفل من الإنسان إذا مشى على الأرض (فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) بحيث يتنعّم الإنسان فيها بجميع أنواع النعم ، من أمن ورفاه وصحة وعلم ولذة وغيرها.
[١١] (دَعْواهُمْ) أي دعاء المؤمنين ، فإن الدعوى قول يدعى به إلى أمر (فِيها) أي في تلك الجنات : (سُبْحانَكَ اللهُمَ) «سبحان» مصدر منصوب بفعل مقدّر ، أي : أنزّهك تنزيها ، يا الله ، فإن «الميم» في «اللهم» بدل من حرف النداء «يا» (وَتَحِيَّتُهُمْ) «التحية» مصدر من باب التفعيل ، بمعنى التكرمة ، مشتقة من : «أحياك الله» (فِيها) أي في الجنات (سَلامٌ) من الله لهم ، ومن الملائكة بالنسبة إليهم ، ومن بعض المؤمنين لبعض ، وفي الدعاء : «حينا ربنا بالسلام» (١). والمراد
__________________
(١) مستدرك وسائل الشيعة : ج ٩ ص ٣٢٠.