وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ
____________________________________
الأرض فلم يقدر على التحرك ، وحيث أنهم في المجتمع صنفان متمايزان ، إذ هناك صنف تعسّرت أموره وإن كان ظاهره لا بأس به ، وصنف داخل في العجزة كالعميان والزمنى ومن إليهم ، ذكرهم سبحانه صنفين ، وإن كان الميزان في الصنفين واحدا ، وهو عدم تمكنهم من مؤونة سنة فعلا وقوة.
ولعل وجه تقديم الفقراء : أن إعطاءهم من الزكاة أبعد في النظر ولذا جيء بهم أولا ، تداركا لهذا البعد ، كما أنك إذا أردت أن تعدّ من أتاك تذكر الأبعد في نظر السامعين ، كما أن ذكر المساكين مع أنهم داخلون في الفقراء لعلة ، وذلك لدفع احتمال أن مثل هؤلاء لا بد وأن يعيشوا على إحسان المحسنين من الذين يتصدقون بالصدقات المستحبة لدفع البلاء ، كما جرت العادة ، لا أن يكون لهم رزق في خزينة الدولة.
(وَالْعامِلِينَ عَلَيْها) أي الذين يعملون لأجل جمع الزكوات ، وجبايتها ، ولو كانوا أغنياء فإنهم يأخذون حق العمل ، ولفظة «على» لأجل أن العامل يقتطع من أموال الناس ، فهو شبيه بالضرر ، فإنه يعمل لأجل الفقير ، على الغني.
(وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) أي الكفار الذين يراد تأليف قلوبهم بالمال ليميلوا نحو الإسلام أو نحو المسلمين ، فإن الأموال تقرّب الناس إلى الناس ، وتقرّب الناس إلى الأديان والمبادئ ، وكذلك المسلمون الذين أسلموا ولكن لم يدخل الإسلام في قلوبهم فيعطوا من الزكاة لتقوى عقيدتهم ، ويستحكم إسلامهم.