وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦٠)
____________________________________
(وَفِي الرِّقابِ) جمع «رقبة» والمراد بها : الإنسان ، فإن الرقبة تستعمل في الإنسان بعلاقة الجزء والكل ، كما أن «العين» تستعمل في الجاسوس بهذه العلاقة ، والمراد بهم : العبيد الذين هم تحت الشدة ، يشترون من الزكاة ويعتقون ، وكذلك العبيد الذين كاتبوا مواليهم ولم يقدروا على دفع تمام مال الكتابة.
(وَالْغارِمِينَ) جمع غارم ، من «غرم» بمعنى استدان ، والمراد بهم : الذين اقترضوا ثم أنفقوا المال في غير معصية ، ومن غير سرف ، فإنهم يعطون من الزكاة ليؤدّوا ديونهم ، أو تدفع ديونهم منها ولو بعد موتهم.
(وَفِي سَبِيلِ اللهِ) وهي جميع مصالح المسلمين التي من أظهرها : الجهاد لإعلاء كلمة الله.
(وَابْنِ السَّبِيلِ) وهو المسافر المنقطع به في سفره ، يعطى من الزكاة ليرجع إلى محله ، وإن كان في بلده غنيا. (فَرِيضَةً مِنَ اللهِ) أي افترض الله سبحانه تقسيم الزكاة بهذه الصورة فريضة (وَاللهُ عَلِيمٌ) بحاجة خلقه (حَكِيمٌ) فيما فرض عليهم ، وعلى من فرض. والكلام حول الزكاة طويل ، راجع «عبادات الإسلام» (١) حتى تعرف بعض أحكامها.
[٦١] كان الكلام حول المنافقين وعلامات النفاق وبعض ما صدر منهم مما
__________________
(١) للمؤلف.