وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ سَيُؤْتِينَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللهِ راغِبُونَ (٥٩) إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ
____________________________________
الله سبحانه (وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ) كافينا (سَيُؤْتِينَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) فإن لم يقسم لنا من هذه الصدقة قسم لنا من غيرها (وَرَسُولُهُ) ذكر الله لأنه الآمر ، وذكر الرسول لأنه المقسم والمعطي (إِنَّا إِلَى اللهِ راغِبُونَ) نرغب إليه ونطلب منه سبحانه أن يوسع علينا. أي «لكان خيرا لهم» هذا هو جواب «لو» فإنه حذف للدلالة على العموم والتوسعة ، فإن المذكور إنما هو لفظ واحد بخلاف المحذوف ، ولذا قالوا : إن حذف المتعلق يفيد العموم.
[٦٠] ثم بيّن سبحانه مصرف الصدقات ، وأنها يجب أن تصرف في المصارف المذكورة لا أن تعطى للأغنياء والطامعين (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ) المراد بالصدقات الزكاة ـ كما أجمع المفسرون عليه ـ وهي تؤخذ بنسبة العشر ونصف العشر وربع العشر ، من أموال تسعة ، بعنوان الوجوب ، ومن غيرها بعنوان الاستحباب ـ كما فصّل في الفقه ـ والأموال التسعة هي : الإبل ، والبقر ، والغنم ، والذهب ، والفضة ، والحنطة ، والشعير ، والتمر ، والزبيب. بشرائط مخصوصة ، وتعطى لثمانية أصناف ، منهم :
الفقراء الذين لا يجدون قوت سنة لأنفسهم ولعيالهم حسب شأنهم ، لا قوة ولا فعلا.
(وَالْمَساكِينِ) وهم أسوأ حالا من الفقير ، كأن الفقر أسكنه