قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (٥٢) قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ
____________________________________
[٥٢] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء المنافقين : (هَلْ تَرَبَّصُونَ) «التربص» الانتظار ، أي : هل تنتظرون (بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ) إما النصر والظفر وخير الدنيا ، وإما الشهادة في سبيل الله وفيها خير الآخرة ، فلا يعود تربّصكم بشر لنا أو خير لكم (وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ) ننتظر أن تقعوا في أحد الشرين (أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ) بأن تهلكوا فتعذّبوا في الآخرة (أَوْ بِأَيْدِينا) بأن ننتصر عليكم فتصبحوا أذلاء في الدنيا خاسرين مقهورين (فَتَرَبَّصُوا) أي انتظروا. وهو تهديد في صورة الأمر كقوله : (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) (١) ، (إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) أي منتظرون ، حتى نرى لمن العاقبة الحسنة ، ولمن العاقبة السيئة.
[٥٣] قد كان بعض المنافقين عرضوا أموالهم لمساعدة المجاهدين في «تبوك» لينجوا بذلك عن الذهاب بأنفسهم ولا يقعوا موقع لوم المسلمين بأنهم نافقوا ، ولم يشتركوا في الجهاد مع المجاهدين ، لكن الله سبحانه أخبر عن نيتهم وأن إنفاقهم لا ينفع شيئا (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء المنافقين : (أَنْفِقُوا) أموالكم للجهاد (طَوْعاً أَوْ كَرْهاً) طائعين أو مكرهين (لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ) أي إن أنفقتم طائعين أو مكرهين
__________________
(١) فصلت : ٤١.