إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (٥٠) قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلاَّ ما كَتَبَ اللهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (٥١)
____________________________________
المنافق لا يفرّ من فتنة إلّا ويسقط في فتنة أخرى ، لأنه من أهل النار وهي محيطة به ، فكيف يفر منها.
[٥٠] وكيف يكون هؤلاء المنافقون مسلمين ، والحال أن صفاتهم صفات الكافرين (إِنْ تُصِبْكَ) يا رسول الله (حَسَنَةٌ) تصل إليك غنيمة أو خير (تَسُؤْهُمْ) أي يحزن المنافقون من أجلها (وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ) شدة وآفة في النفس أو المال أو غيرهما (يَقُولُوا) المنافقون : (قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ) أخذنا حذرنا من قبل وقوع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه في هذه البلية (وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ) رجعوا إلى بيوتهم فرحين بما أصاب المؤمنين من الشدة. وقد كان من عادة المؤمنين عكس ذلك ، فإنهم إذا رأوا الرسول في شدة اجتمعوا حوله ليواسوه بأنفسهم.
[٥١] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء : (لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللهُ لَنا) فلم يكن ما أصابنا شر لنا ، كما زعمتم ، بل إن الله سبحانه كتب هذه البلايا لنا لأن ترفع درجاتنا في الآخرة ، وينصرنا على أعدائنا في النهاية ، ونحن مسلمون لأمر الله منقادون لإرادته (هُوَ مَوْلانا) أولى بنا من أنفسنا ، فما كتبه لنا كان لخيرنا وصلاحنا (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) بأن يكلوا أمرهم إليه ، ويرضوا بقضائه ، فليس ذلك إلا للخير والسعادة.