يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٤٧) لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كارِهُونَ (٤٨)
____________________________________
في الدخول بينكم بالفساد والنميمة والإفساد (يَبْغُونَكُمُ) أي يطلبون لكم (الْفِتْنَةَ) واختلاف الكلمة والانشقاق ـ كما هو شأن المنافق ـ (وَ) يكونون (فِيكُمْ) أيها المسلمون (سَمَّاعُونَ لَهُمْ) يسمعون أقوال الكفار ـ المفهوم من الكلام ـ فيصبح هؤلاء المنافقون جواسيس وعيونا للكفار ، أو المراد : إن كانوا معكم كان من المؤمنين البسطاء أشخاص يسمعون لأولئك المنافقين ، فعدم مجيئهم كان أنفع لكم (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) الذين ظلموا أنفسهم بالنفاق وعدم الخروج ، فيجازيهم بما عملوا.
[٤٨] (لَقَدِ ابْتَغَوُا) وطلب هؤلاء المنافقون (الْفِتْنَةَ) والفساد بين المسلمين (مِنْ قَبْلُ) في أحد وفي حنين وعند الثنية عند رجوع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من حجة الوداع حيث أرادوا قتله ودبروا مؤامرة خبيثة لتشتيت شمل المسلمين (وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ) «التقليب» تصريف الشيء على غير وجهه ، فقد احتال المنافقون لأن يقلبوا وحدة المسلمين تشتتا ، وصفاءهم كدورة (حَتَّى جاءَ الْحَقُ) الظفر الذي وعد الله سبحانه (وَظَهَرَ أَمْرُ اللهِ) دينه والإسلام وحقيقة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَ) الحال أن (هُمْ كارِهُونَ) لمجرد الحق وظهور أمر الله ، فإن يثيروا الفتن الآن بالنفاق ، فقد كانوا سابقا كذلك ، فلا يهمّك أمرهم يا رسول الله ، ولا تعيرهم وبالا.