لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (٤٤) إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (٤٥) وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ
____________________________________
[٤٤] (لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) إيمانا صادقا ، كيف والمؤمن يعلم أنه سواء غلب أو غلب كان له الأجر العظيم والعاقبة المحمودة عند الله سبحانه ، ولذا لا يطلب الإذن في التخلّف (أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ) في أن يجاهدوا ، والمعنى لا يستأذنوا للتخلّف في أمر الجهاد ، لا أن المعنى لا يستأذنون للجهاد (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) الذين يتقون عصيان الله ، ويعملون حسب أوامره.
[٤٥] (إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ) ويطلب إذنك في القعود عن الجهاد (الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) إيمانا صادقا عن عقيدة ورسوخ (وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ) أي شكّت ، من «الريب» بمعنى التردّد ، أي شكّوا في صدق الأمر وحقيقته (فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ) وشكّهم حول المبدأ والمعاد (يَتَرَدَّدُونَ) فتارة ترجح عندهم العقيدة ، وأخرى يرجح عندهم الإنكار. ولهذا فإن هؤلاء لمّا لم يستيقنوا يستأذنوك للتخلّص من الصعوبة.
[٤٦] ثم بيّن سبحانه علامة نفاقهم وأنهم امتازوا عن المؤمنين بأن لم يستعدوا للجهاد فقد نووا من أول الأمر عدم الخروج (وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ) إلى الجهاد ، كما أراد سائر المؤمنين (لَأَعَدُّوا لَهُ) للجهاد