وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٤٠) انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٤١)
____________________________________
(وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا) المرتفعة المنصورة ، وهذا إخبار بأن كلمته وقوله دائما يكونان كذلك. ومن الواضح في التاريخ أن كلمة الله عالية وأنصارها الأعلون ، وإن كانت الغلبة لكلمة الكافرين ، حتى إن الناس لو كانت سيوفهم مع السلطات الباطلة كانت قلوبهم مع أهل الحق ورأوا أن الحق عندهم (وَاللهُ عَزِيزٌ) غالب (حَكِيمٌ) في تدبيره.
[٤١] (انْفِرُوا) من «نفر» إذا خرج مسرعا ، أي اخرجوا إلى الجهاد (خِفافاً) جمع «خفيف» (وَثِقالاً) جمع «ثقيل» ، والخفة تطلق على قليل العيال ، قليل السن والنشيط ، وقليل المشاغل ، كما أن الثقل عكس ذلك كله ، والمراد : جاهدوا واخرجوا لأجل الحرب كيفما كنتم في خفة أو ثقل (وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ) والمجاهدة بالمال : بذله في سبيل إعلاء كلمة الإسلام ، والمجاهدة بالنفس : الذهاب للحرب (فِي سَبِيلِ اللهِ) ويسمى جهادا ، لأنه من الجهد والتعب (ذلِكُمْ) ذلك إشارة ، و «كم» للخطاب ، أي أن الجهاد ـ أيها المسلمون ـ (خَيْرٌ لَكُمْ) من تركه ، فإنه فيه عزّ الدنيا وسعادة الآخرة (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ليس المعنى إن لم تعلموا لم يكن خيرا لكم ، بل المعنى إن كنتم تعلمون ، لعلمتم أنه خير لكم.
[٤٢] كان المنافقون يرجفون بالمسلمين قائلين : «إن السفر بعيد» فإنها كانت مسافة بعيدة بين المدينة وبين «تبوك» فلا تذهبوا إلى الجهاد. فرد