فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى
____________________________________
(فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) أي على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أي ألقى في قلبه ما سكن به ، وعلم أنه سبحانه ينصره عليهم (وَأَيَّدَهُ) أي قوّى الرسول ونصره (بِجُنُودٍ) من الملائكة (لَمْ تَرَوْها) أي ما رأت الكفار إياها ، بمعنى عدم كونهم أجساما حتى يروا.
ورد أنه كان رجل من خزاعة يقال له «أبو كرز» اقتفى مع المشركين أثر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى وقف بهم على الغار فقال لهم : هذه قدم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم هي والله أخت القدم التي في المقام ، وقال : هذه قدم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم هي والله أخت القدم التي في المقام ، وقال : هذه قدم أبي قحافة أو ابنه ما جاوزوا هذا المكان ، إما أن يكونوا قد صعدوا السماء أو دخلوا في الأرض. وجاء فارس من الملائكة في صورة الإنس فوقف على باب الغار وهو يقول لهم : اطلبوه في هذه الشعاب ، وكانت العنكبوت نسجت على باب الغار ، وأرسل الله زوجا من الحمام حتى باضا في أسفل الثقب فقال سراقة وكان مع الكفار : لو دخل الغار أحد لانكسر حتما البيض وتفسخ بيت العنكبوت. ودعا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قائلا : «اللهم أعم أبصارهم» فعميت أبصارهم عن دخوله وجعلوا يضربون يمينا وشمالا حول الغار ويئسوا أخيرا فرجعوا (١).
(وَجَعَلَ) الله تعالى (كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا) وكيدهم للرسول وشوكتهم (السُّفْلى) إذ تحطمت وفشلت فكانت في الدرجة السفلى
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب : ج ١ ١٢٧.