وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (٢٦) ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ
____________________________________
بأيديهم وما كنا نراكم فيهم إلا كهيئة الشامة. قالوا : تلك الملائكة (وَعَذَّبَ) الله (الَّذِينَ كَفَرُوا) بالقتل والأسر (وَذلِكَ) العذاب (جَزاءُ الْكافِرِينَ) الذين يكفرون بالله وآياته.
[٢٧] (ثُمَ) بعد تمام الأمر (يَتُوبُ اللهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ) من الكفار إذا أسلموا ، وذكر «على من يشاء» لإفادة أن التوبة ليست واجبة ، أو المراد : من يشاء من المنهزمين ، فإن الفرار من الزحف كبيرة موبقة ، وقد شاء سبحانه أن يتوب على المؤمنين دون المنافقين (وَاللهُ غَفُورٌ) يستر الذنوب (رَحِيمٌ) يتفضّل بالرحمة عليهم.
[٢٨] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) النجاسة في الشريعة هي القذارة التي توجب الغسل للشيء الذي يباشره برطوبة ، وهذه النجاسة قد تكون لأضرار خارجية كالبول والغائط ، وقد تكون لأضرار معنوية كالكافر ، فإنه وإن كان نظيف الجسم إلا أن معتقده الباطل أوجب الحكم بنجاسته. وذلك خير وقاية للمسلمين من أن يتلوثوا بعقيدته ، فإنهم إذا عرفوه نجسا حتى أنه يجب الاجتناب عنه في المأكل والملبس وأنه مهما باشر شيئا برطوبة تنجس فورا منه ، اجتنبوا عنه ، فلا يتعدّى إليهم ما انطوى عليه من العقيدة الباطلة ، وهو ـ بدوره ـ إذ يعرف أنه عند المسلمين نجس لا بد وأن يسأل عن السبب ويريد إزالة هذه الوصمة ، ولدي تحقيق ذلك تظهر له خرافة معتقده مما يدعوه أن يتركها ويعتقد بالعقيدة الصحيحة.