____________________________________
وأخذ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ينادي : يا معشر الأنصار إليّ وأنا رسول الله. وقد التفت كتائب هوازن به يريدون قتله والإمام يضرب بالسيف يمنة ويسرة ، فلم يبق من المسلمين أحد فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم للعباس : اصعد هذا الطرب وناد : «يا أصحاب سورة البقرة» و «يا أصحاب بيعة الشجرة» إلى أين تفرون هذا رسول الله؟ وقد كان العباس رفيع الصوت ، ثم رفع يده فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهم لك الحمد ، وإليك المشتكى ، وأنت المستعان ، فنزل جبرائيل فقال : دعوت بما دعا به موسى حيث فلق الله له البحر ونجاه من فرعون ، ثم أخذ كفا من حصى فرماه في وجوه المشركين قائلا : «شاهت الوجوه ، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إن تهلك هذه العصابة لم تعبد ، وإن شئت أن لا تعبد لا تعبد» ، فلما سمعت الأنصار نداء العباس عطفوا وكسروا جفون سيوفهم وهم يقولون : لبيك ، ومروا برسول الله واستحيوا أن يرجعوا إليه. فالتحقوا بالراية ونزل النصر من السماء وانهزمت هوازن وكانوا يسمعون قعقعة السلاح في الجو ، ولما فر الكفار غنم المسلمون غنائم كثيرة من أموالهم ونسائهم وذراريهم ، وقسمها الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (١).
أقول : المراد ب «أصحاب سورة البقرة» إشارة إلى قوله تعالى في سورة البقرة :
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى) (٢) ، الذين طلبوا
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢١ ص ١٤٩.
(٢) البقرة : ٢٤٧.