وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (٧٩) وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ (٨٠) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ
____________________________________
(وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ) فلا تقبلون نصحي. ولعل سر تأخير هذه الجملة ، عن جملة «فأخذتهم الرجفة» مع تقديمها في ظرف الوقوع عليها ، إيهام السياق سرعة الخاتمة ، حتى لا يكون فصل بين الإعراض وبين العذاب في اللفظ ، وهذا من فنون البلاغة ، لكن حيث أن مصير صالح عليهالسلام لم يعلم مما قبل ، استأنف السياق ذكر مصيره وأنه نفض يديه منهم ، وتركهم ليلاقوا ما جلبوه على أنفسهم ، دونه.
[٨١] (وَ) اذكر (لُوطاً) ولعلّ اختلاف السياق هنا عمّا سبقه ، حيث كان يقول : «وإلى» ، تنبيه عدم التعرض لمن توسطهما من الأنبياء ، كإبراهيم عليهالسلام الذي كان معاصرا للوط ، وإنما لم يذكر إبراهيم عليهالسلام لعله لعدم نزول عقاب على قومه كما نزل على قوم لوط ، وقوم الأنبياء السابقي الذكر (إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ)؟ على نحو الاستفهام الإنكاري ، والمراد ب «الفاحشة» المعصية المتجاوزة للحدود ، وهي اللواط بالرجال (ما سَبَقَكُمْ بِها) أي بهذه الفاحشة (مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ) فإن قوم لوط أول من تعاطى هذا العمل الشنيع.
[٨٢] (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً) أي إتيانا شهويا ، فإن لفظ «أتى» بدون هذا القيد «الشهوة» يكون بمعنى «جاء» (مِنْ دُونِ النِّساءِ) فلا تأتون المباح ، وتأتون المحرّم ، ولعلّ عدم الإتيان لهن كان أيضا محرما ، كما