يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٧٧) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (٧٨) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ
____________________________________
يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا) من العذاب على قتل الناقة والبقاء في الكفر (إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) ثم أخبر سبحانه بما حلّ بهم من العذاب.
[٧٩] (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) «الرجف» الاضطراب (فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ) أي في محلهم ، يقول الحاضر : «أنا في داري» أي بلدي ومحلتي (جاثِمِينَ) أي صرعى ميّتين ساقطين لا حركة لهم.
ورد أن صالح لما وعدهم بالعذاب وأمهلهم ثلاثة أيام ، قال صالح عليهالسلام : إنكم تصبحون وجوهكم مصفرّة ، واليوم الثاني محمرة ، والثالث مسودة. فجاءهم ما قاله لهم فلم يتوبوا ولم يرجعوا ، فلما كان منتصف الليل أتاهم جبريل فصرخ بهم صرخة خرقت أسماعهم وفلقت قلوبهم وصدعت أكبادهم.
وفي بعض التفاسير : إن النار كانت تصحب الصيحة حيث أخذتهم. ولعل تسمية ذلك بالرجفة لأجل الاضطراب الحاصل للإنسان حينما يسمع صيحة مهولة (١).
[٨٠] (فَتَوَلَّى) أي أعرض صالح عليهالسلام (عَنْهُمْ) حين رأى إصرارهم على الكفر (وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ) أدّيت النصح الذي يسعدكم في دنياكم وأخراكم
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٤ ص ٢٩٦.