(قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (٧٦) فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقالُوا
____________________________________
[٧٧] (قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) السائلون ـ بعد سماعهم لكلام المؤمنين ـ : (إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ) من التوحيد والرسالة (كافِرُونَ) جاحدون منكرون.
[٧٨] (فَعَقَرُوا النَّاقَةَ) أي : قتلوها ، و «العقر» الجرح الذي يأتي على أصل النفس.
ورد أن الله أوحى إلى صالح عليهالسلام : قل لهم : إن الله قد جعل لهذه الناقة من الماء شرب يوم ، ولكم شرب يوم ، فكانت الناقة إذا كان يوم شربها شربت ذلك اليوم ، فيحلبونها فلا يبقى صغير ولا كبير إلا شرب من لبنها يومهم ذلك ، فإذا كان الليل وأصبحوا غدوا إلى مائهم فشربوا منه ذلك اليوم ولم تشرب الناقة ذلك اليوم ، فمكثوا بذلك إلى ما شاء الله ثم أنهم عتوا على الله ومشى بعضهم إلى بعض وقالوا : اعقروا هذه الناقة واستريحوا منها لا نرضى أن يكون لها شرب يوم ولنا شرب يوم ، فجعلوا حبلا لرجل أحمر أشقر أزرق من ولد الزنا لا يعرف له أب يقال له : «قدار» شقي من الأشقياء مشؤوم عليهم فقتلها وهرب فصيلها ، واقتسموا لحمها فيما بينهم ، فأوحى الله إلى صالح : قل لهم : إني مرسل إليكم عذابي إلى ثلاثة أيام ، فإن تابوا ورجعوا قبلت توبتهم عنهم ، وإن لم يتوبوا بعثت عليهم عذابي في اليوم الثالث (١).
(وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ) أي تجاوزوا الحد في الفساد (وَقالُوا
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ص ١٨٧.