تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِها قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٧٤) قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (٧٥)
____________________________________
(تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِها) أي سهول الأرض (قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً) وهذه نعمة كبري إذ جعل لكم الأرض ذلولا سهولها وجبالها (فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ) أي نعم الله عليكم ، وقد تقدم أن «آلاء» جمع «إلى» بمعنى النعمة (وَلا تَعْثَوْا) أي : لا تطغوا وتسعوا ، من «العثا» بمعنى شدة الفساد (فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) فلا تثيروا الفساد في الأرض.
[٧٦] (قالَ الْمَلَأُ) أي جماعة الأشراف (الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) عن قبول الحق ، ورفعوا أنفسهم عن ذلك (مِنْ قَوْمِهِ) أي من قوم صالح (لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) أي للمؤمنين الذين نظر إليهم المستكبرون بنظر الضعف والضعة (لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ) ـ بدل من قوله : («لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) وإنما جيء به لئلّا يظن أن المراد «المستضعف في الدين» ـ : (أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ) وأنه رسول من الله. وكان هذا السؤال منهم مقدمة لكلامهم أنهم غير مؤمنين به (قالُوا) أي : المؤمنون : (إِنَّا بِما أُرْسِلَ) صالح (بِهِ مُؤْمِنُونَ) فنعتقد بإله واحد وبرسالته وبما جاء به.