فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٧٣) وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ
____________________________________
تعالوا ، فسأل الله ذلك ، فانصدع الجبل صدعا كادت تطير منه عقولهم لما سمعوا ذلك ، ثم اضطرب ذلك الجبل اضطرابا شديدا كالمرأة إذا أخذها المخاض ، ثم لم يفاجئهم إلا رأسها قد طلع عليهم من ذلك الصدع فما استتمّت رقبتها حتى اجترّت ، ثم خرج سائر جسدها ، ثم استوت قائمة على الأرض ، فلما رأوا ذلك قالوا : يا صالح ما أسرع ما أجابك ربك ، ادع لنا يخرج لنا فصيلها ، فسأل الله ذلك فرمت به فدبّ حولها ، فقال لهم : يا قوم أبقي شيء؟ قالوا : لا ، انطلق بنا إلى قومنا نخبرهم بما رأينا ويؤمنون بك. قال الراوي : فرجعوا فلم يبلغ السبعون إليهم حتى ارتد منهم أربعة وستون رجلا ، وقالوا : سحر وكذب. قال : فانتبهوا إلى الجميع فقال الستة : حق ، وقال الجميع : كذب وسحر ، فانصرفوا على ذلك ثم ارتاب واحد فكان فيمن عقرها (١).
(فَذَرُوها) أي دعوها واتركوها وشأنها (تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ) من نبات الأرض (وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ) وأذية (فَيَأْخُذَكُمْ) أي ينالكم ويصيبكم (عَذابٌ أَلِيمٌ) مؤلم موجع.
[٧٥] (وَاذْكُرُوا) نعمة الله عليكم (إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ) في الأرض بأن أورثكم إياها ومكّنكم فيها (مِنْ بَعْدِ عادٍ) الذين أهلكوا حيث عصوا ربهم (وَبَوَّأَكُمْ) أي جعل لكم بيوتا ومساكن (فِي الْأَرْضِ) بحيث
__________________
(١) راجع بحار الأنوار : ج ١١ ص ٣٧٧.