أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً
____________________________________
أحفاد نوح عليهالسلام (أَخاهُمْ) في النسب (صالِحاً) حيث كان صالح من نفس القبيلة (قالَ) صالح عليهالسلام لهم : (يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ) وحده ولا تشركوا به شيئا (ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) فتعبدوه معه (قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ) أي دلالة ومعجزة (مِنْ رَبِّكُمْ) شاهدة على صدق ادعائي للنبوة (هذِهِ ناقَةُ اللهِ) الإضافة إلى الله تشريفية ، كإضافة مكة إلى الله يقال : «بيت الله» ، وإضافة دم الحسين عليهالسلام إلى الله ، يقال : «ثار الله» (لَكُمْ آيَةً) دالة على صدق كلامي.
وقد كان من قصة صالح ما ورد : أنه بعث إلى قومه وهو ابن ست عشرة سنة فلبث فيهم حتى بلغ عشرين ومائة سنة لا يجيبونه إلى خير ، وكان لهم سبعون صنما ، يعبدونها من دون الله ، فقال لهم : إن شئتم فاسألوني حتى أسأل إلهي فيجيبكم فيما سألتموني الساعة ، وإن شئتم سألت آلهتكم ، فإن أجابتني بالذي أسألها خرجت عنكم ، فقد سئمتكم وسئمتموني ، فقالوا : قد أنصفت ، فدعاها كلها بأسمائها فلم يجبه منها شيء فنحّوا بسطهم وفرشهم وثيابهم وتمرغوا على التراب وطرحوا التراب على رؤوسهم ، وقالوا لأصنامهم : لئن لم تجيبوا صالحا اليوم لنفتضحنّ ، ثم دعوه فقالوا : يا صالح ادعها ، فدعاها فلم تجبه. قال صالح : فاسألوني حتى أدعو إلهي يجبكم الساعة ، فقالوا : ادع لنا ربك يخرج لنا من هذا الجبل الساعة ناقة حمراء شقراء وبراء عشراء بين جبينها ميل ، فقال لهم : سألتموني شيئا يعظم عليّ ويهون على ربي