أَتُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما نَزَّلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (٧١) فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنا دابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَما كانُوا مُؤْمِنِينَ (٧٢) وَإِلى ثَمُودَ
____________________________________
ثم ذكر هود عليهالسلام بطلان أصنامهم قائلا : (أَتُجادِلُونَنِي) أي هل أنتم تناظرون معي وتخاصمونني (فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ) أي في أصنام سميتموها أنتم ربّا ، وإلا فهي أحجار منحوتة ، وإنما قال «في أسماء» إشارة إلى أن ربوبيتها مجرد اسم لا أكثر (ما نَزَّلَ اللهُ بِها) أي بتلك الأصنام والأسماء (مِنْ سُلْطانٍ) أي من دليل دال على كونها تصنع شيئا ، أو كونها آلهة وأربابا. وقد كان الاحتجاج منه عليهالسلام قويا جدا ، إذ مدعي الآلهة الزائدة يحتاج إلى دليل وبرهان (فَانْتَظِرُوا) عذاب الله ونكاله (إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) لنزول العذاب بكم ، وسترون صدق مقالتي.
[٧٣] فجاء العذاب الموعود إليهم ، وذلك أنه سبحانه ساق إليهم سحابة أمطرتهم بالعذاب حتى هلكوا جميعا وأنجيناه أي هودا عليهالسلام (وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا) فلقد كان عليهالسلام والمؤمنون في حظيرة لا يمرّ بهم العذاب (وَقَطَعْنا دابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) «الدابر» الأصل ، أي قطعنا أصلهم ، كما يقطع أصل الشجرة ، وذلك كناية عن إهلاكهم بأجمعهم (وَما كانُوا مُؤْمِنِينَ) أي لم يكونوا ليؤمنوا من بعد ، فقد عرفنا حالهم ، وعلمنا نواياهم وضمائرهم ومستقبلهم.
[٧٤] (وَ) أرسلنا (إِلى ثَمُودَ) وهي قبيلة من آل رجل يسمى «ثمود» من