وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٦٩) قالُوا أَجِئْتَنا لِنَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ ما كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٧٠) قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ
____________________________________
تخافون أن يصيبكم ما أصابهم ، أم لا تشكرون ما وهب الله لكم من البلاد والأموال (وَزادَكُمْ) الله سبحانه (فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً) هيكلا وقوّة. فقد كانوا أقوياء ذوي هياكل كبيرة عظيمة (فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ) آلاء جمع «إلى» بمعنى «النّعم» (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) أي تفوزون بنعيم الدنيا وسعادة الآخرة.
[٧١] (قالُوا) أي قال قوم هود : (أَجِئْتَنا لِنَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ) بلا شريك (وَنَذَرَ) أي ندع عبادة (ما كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا) من الأصنام ، وكيف يكون هذا؟ فإنّا لن نترك الأصنام (فَأْتِنا) أي ادع ربك ليأتينا (بِما تَعِدُنا) من العذاب (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) في أنه إن لم نؤمن نزل علينا العذاب.
[٧٢] (قالَ) هود عليهالسلام لقومه : (قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ) أي وجب أن يقع ـ فإن المستقبل المتحقق الوقوع ينزّل منزلة الماضي ـ (مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ) أي عذاب (وَغَضَبٌ) حيث لم تؤمنوا بعد إتيان الحجة ، ووضوح الأدلة ، وحيث أن الله سبحانه منزّه عن الأحوال الزائدة ، كان المراد ب «غضب» عاقبة الغضب ، وهو العذاب ، كما قيل : «خذ الغايات واترك المبادئ». وعليه فالفرق بين الرجس والغضب أن الثاني أعم من الأول.