وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ (٦٦) قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٦٧) أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ (٦٨) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ
____________________________________
الذي ليس له ملكة إصلاح لنفسه أو ماله (وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ) فتكذب في دعوى النبوة ، وأنه ليس للعالم إلّا إله واحد.
[٦٨] (قالَ) هود عليهالسلام في جوابهم : (يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ) فإني لست سفيها وهل السفيه من ينطق بالحق الذي دلّ عليه العقل والفطرة؟! (وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) وكلام السفيه غير كلام الرسول العاقل.
[٦٩] (أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي) أؤدّي إليكم ما أوحى إليّ من الرسالات ، والجمع باعتبار كل رسالة رسالة في مختلف الأصول والفروع (وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ) أنصحكم لئلّا تقعوا في العقاب والعذاب (أَمِينٌ) في تأدية الرسالة فلا أكذّب ولا أغيّر.
[٧٠] وحيث كان القوم يظهرون عجبهم من رسالة هود عليهالسلام قال لهم : (أَوَعَجِبْتُمْ) أي هل تتعجبون (أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ) ووحي (مِنْ) قبل (رَبِّكُمْ عَلى) لسان (رَجُلٍ مِنْكُمْ) من قبيلتكم (لِيُنْذِرَكُمْ) ويخوّفكم من بأس الله سبحانه (وَاذْكُرُوا) أيها القوم نعمة الله عليكم (إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ) في الأرض ، أي تخلفون من سبقكم في أموالهم ومساكنهم (مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ) فقد أهلكهم وأتى بكم مكانهم ، أفلا