إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِينَ (٦٤) وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (٦٥) قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ
____________________________________
على التوحيد والنبوة والمعاد (إِنَّهُمْ) أي المكذبون (كانُوا قَوْماً عَمِينَ) يقال : «رجل عم» إذا كان أعمى القلب ، ورجل أعمى إذا كان أعمى البصر ، وستأتي جوانب أخرى من قصة نوح عليهالسلام في بعض السور الآتية ، كسورة هود وغيرها ، وحيث كان المقصود في الكتاب تفسير الآيات ـ حسب ظواهرها ـ نطوي القصة طيا.
[٦٦] (وَ) أرسلنا (إِلى عادٍ) أي قبيلة عاد ، من أحفاد نوح عليهالسلام (أَخاهُمْ) في النسب (هُوداً) وهو من أحفاد نوح عليهالسلام ، وقد كان هود النبي من نفس القبيلة ليكون أقرب إلى القبول ، فإن غالب النفوس تأبى عن إطاعة غير بني قومهم (قالَ) هود لهم : (يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ) وحده لا شريك له (ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) فإن الأصنام ليست بآلهة (أَفَلا تَتَّقُونَ) استفهام إنكاري ، أي لماذا لا تتقون الشرك والمعاصي؟
[٦٧] (قالَ الْمَلَأُ) الأشراف (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ) والتعبير ب «كفروا» إما لتجريد الفعل عن معنى الحدوث ، وإما باعتبار الفطرة الإيمانية ، كما قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : «كل مولود يولد على الفطرة» (١) ، وإما باعتبار المجموع فإن قومه ـ إذا اعتبروا من زمان نوح عليهالسلام ـ كان فيهم بعض المؤمنين (إِنَّا لَنَراكَ) أي نعلمك ، يا هود (فِي سَفاهَةٍ) فأنت سفيه ، و «السفيه» هو
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢ ص ١٢.